الاثنين، 8 نوفمبر 2010

الكنائس المصرية


الكنائس المصرية

لن نرضى أبدا أن تهدد الكنائس المصرية من قبل بعض المتطرفين و كيف نقبل بشئ كهذا . من قال أن المصري المسلم يكره المصري المسيحي أو العكس فكلانا له قناعاته عن الغيبيات و لا يسفه أحدنا الآخر. و هل معنى هذا في المقابل أن يأتي يوم و يقبل مسيحيي مصر أن يتم تهديد بعض مقدساتنا الإسلامية من قبل بعض المتطرفين المسيحيين؟؟؟ بالطبع لا . و بعيدا عن الإيمانيات أليس كلانا يتنفس نفس الهواء و يعيش تحت نفس السماء و كل من المسلم و المسيحي يريد أن يأكل أكل نظيف و يشرب مياه غير ملوثة و يريد موطنا أفضل له و لأولاده و أحفاده .

كل من المسلم و المسيحي يصحو ليسمع نفس الأخبار ، له نفس الهموم ، يشتركا في نفس التطلعات المستقبلية و لديهم تاريخ مشترك. فليكفوا عنا أيديهم التي تأجج نار خامدة و ليس لها أصل إلا في عقول بعض المنحرفين فكريا و ليبحثوا لهم عن بلد آخر يشعلوا به نار الفتنة أو بالأحرى منطقة أخرى من العالم. فنحن لن نستجيب أبدا لمثل هذا العته المنظم و الموجه و لا نقبل أبدا أي تطرف باسم الدين.

فليذهبوا بلحاهم الزائفة و تدينهم الزائف بعيدا عنا و ليكفوا عن أسلمة تطرفهم و ادعاءاتهم باسم الدين.

لقد تلقينا ضربات كافية واحدة تلو الأخرى بالشكل الذي يؤهلنا لرفض كل ما هو دخيل علينا و على ثقافاتنا و عاداتنا و إن كنا خرجنا بشئ من هذه الأزمات فهو أننا جميعا في نفس السفينة و إذا تم ثقب السفينة من جهة فان السفينة ككل سوف تغرق و ليس جهة دون جهة . و إن كان الشعب المصري انزلق سابقا في بعض من هذه الترهات فدعوني باسم الشعب المصري أشكركم الآن لأنكم وحدتمونا على شئ واحد وهو رفض كل ما هو دنئ و خبيث مثل ألاعيبكم التافهة.و إذا كنتم ترون الشعب المصري الآن في حالة من السبات الظاهري فاحذروا منه بل و اخشوا على أنفسكم لأن الشعب المصري أقوى و أعرق من أن يفت في عضده أي من هذه الهوام الضالة.

لقد عرفت مصر بالوسطية و هذا ما يميزنا و هذا بحد ذاته ما يوغل صدوركم تجاهنا و لكن لتعلموا أن مهما حاولتم من أفاعيل لتشعلوا بها نار الفتنة سوف تبوء بالفشل فلقد خبت نارها بالفعل.

منى الكيال

8-11-2010

الأحد، 7 نوفمبر 2010

جناب يوزارسيف العظيم


جناب يوزارسيف العظيم

في مقال أ/ دندراوي الهواري في العدد 104 الثلاثاء 26-10-2010 لقد أفردت الصحيفة (اليوم السابع ) صفحة كاملة و ساقت بعض الصور "المعالجة" لتخدم هذا المقال و لكن دعني أناقش بعض النقاط في هذا المقال و التي لم يوفق فيها أ/ دندراوي :

أولا : عنوان المقال : 7 مواقف في المسلسل الإيراني " يوسف تطرح أسئلة :

و كانت المواقف السبعة هي على التوالي :واحد: الذكريات و هنا ساق مثال فيلم المهاجر ليوسف شاهين و كيف انه اتهم بالتطبيع و كيف انه كان يرمز لنبي الله يوسف في فيلمه و سؤالي هنا ، هل يتهم مخرج المسلسل الإيراني فرج الله صلاح شور بالتطبيع ، و ما علاقة ذكرياته عن فيلم المهاجر بهذا المسلسل ؟ خاصة و هو لم يقارن بين البناء الدرامي للمسلسل و البناء الدرامي للفيلم و لم يقارن بين أداء الممثل الذي كان يشير و لو بالرمز إلى سيدنا يوسف عليه السلام و هو الفنان خالد النبوي و بين الفنان الإيراني مصطفى زماني الذي جسد شخصية النبي في المسلسل .و قضية تجسيد الأنبياء و هذه مرتبطة بالأزهر و نعرف أنها ملزمة للفنانين و المخرجين في مصر و في البلاد التي تعد الأزهر مرجعية دينية لها و بذلك لم يوفق أ / دندراوي في هذه الجزئية من الذكريات .ثم رجع فذكرها على أنها النقطة السابعة و هي مقارنة العملين.

اثنان:الحقائق التاريخية : و هي هل جاء نبي الله يوسف عليه السلام في عصر أمنحتب الثالث ثم خرج من السجن في عهد أمنحتب الرابع و هل أدى به إلى عقيدة التوحيد ؟ ثم رجع فذكرها مرة أخرى على أنها النقطة السادسة و هي تزوير التاريخ مع أنها نفس النقطة و يبدو من هاتان النقطتان أن الأستاذ دندراوي لم يحالفه الحظ لكي يشاهد المسلسل من بدايته إلى آخره لأن أمنحتب الرابع كان ينادي بالتوحيد و يخالجه شعور مريب ناحية الإله آمون من البداية و هذا سبب رئيسي للخلاف بينه و بين أمنحتب الثالث و أنه عندما علم من يوسف أن ما يشعر به صحيح و دعاه إلى عبادة الله الواحد الأحد ترك عبادة آمون و لقب نفسه ب أخناتون و هي كلمة فرعونية أصلها " أخن أتون " و أتون هو الإله الواحد أي لقب نفسه بهذا اللقب ليشير إلى انه يعبد الإله الواحد .

ثم أنه بسؤال د/ حجاجي إبراهيم و العالم الأثري احمد عبد الحميد ، و الدكتور محمد عبد المقصود و الدكتور عبد الحليم نور الدين أكدوا استحالة ربط الأنبياء بملوك مصر القديمة و أنهى هذه الفقرة ب " لماذا يصمت الأزهر عن هذه الأخطاء ؟ هل مهمة الأزهر التدقيق التاريخي من حيث اسم هذا الفرعون أو ذاك أو الذي ظهر في مسلسل ما ينتمي إلى أي الأسرات و أي العصور؟ أعتقد لا .

ثم تطرق بعد ذلك للتسمية بعزيز مصر و أنها سبقت أخناتون ، و أساله الآن ماذا يثبت ذلك في مسألة التزوير و ماذا يضيف في تحليله للمسلسل ؟ لان المسلسل لم يذكر أنهم ابتدعوا هذا اللقب بل فقط لقبوا سيدنا يوسف به ، و أذكره بأن هذا اللقب كان موجود بالفعل قبل سيدنا يوسف و هذا ما ذكره القران الكريم : " و قال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين ".الآية 30 سورة يوسف و من هذا يتبين لنا أن لقب عزيز مصر كان موجود بالفعل من قبل سيدنا يوسف ويوازي رئيس الوزراء أو الوزير الأقوى كما تفضلوا نخبة الدكاترة الأفاضل.

و لذلك أعود لأسأل ا/ دندراوي عن سبب ذكره لهذه المعلومة تحت بند تزوير الحقائق في النقطة السادسة و هي ليست تزوير بالمرة و لم يذكر المسلسل كما قلت من قبل ابتداع هذا اللقب بالأخص ليطلقوه على سيدنا يوسف .

و نأتي الآن للنقاط الثالثة و الرابعة و الخامسة و هي على التوالي : تقدم مصر الفرعونية ،

مشاهد الدعوة للإيمان بالله ، و مشاهد صبر يوسف و أبيه يعقوب عليهما السلام ، و يبدو أن أ/ دندراوي يشعر بشئ من الخجل لمشاهدته مثل هذا العمل و إعجابه به لأن هذه النقاط الثلاث بالفعل نقاط مهمة في بناء المسلسل و تدعوك للمشاهدة و لكنه لم يذكرها على أنها مميزات لهذا العمل بل فقط بعض الإغراءات التي دعته للمشاهدة ، و كان الأجدر به ذكر مدى الإتقان الذي ظهر في بناء مدينة طيبة بالكامل و طريق الكباش و القوارب المستخدمة و القصور و المعابد و السجن و مشاهد بناء مخازن القمح و مشاهد الزراعة و الحصاد و القائمة مستمرة و لا تنتهي .

و أنهى أ/ دندراوي مقالته بالنقطة السابعة: مقارنة العملين و مكونة من سبعة أسطر حول أنه يقارن بين فيلم المهاجر باستناده إلى الرمز و بين هذا المسلسل بتجسيد الشخصية بشكل صريح فقط و عند هنا انتهي المقال الشئ الذي جعلني أقلب في صفحات الجريدة للبحث عن باقي المقال أو باقي المقارنة التي نوه عنها و لكن يبدو أن هذه المساحة فقط هي ما كانت متاحة و إلا ما تركت الجريدة المقال هكذا بدون تتمة لأنه لم يجب على السؤال الذي طرحه هل نحب المسلسل بأحداثه و مشاهده الفرعونية أم نكرهه؟

و في الحقيقة لا أستسيغ هذا السؤال و لا أجد له علاقة بمسألة تقييم هذا المسلسل ، بل لابد لنا من تقييم هذه التجربة الإبداعية و تقييم العمل ككل و حري بنا طرح أسئلة أعمق و عقد مقارنة أدق من حيث البناء الدرامي للمسلسل و من حيث تصميم الديكورات في المسلسل و تصميم الديكورات في فيلم المهاجر، من حيث أداء الممثلين في العملين و إتقان الإخراج في المشاهد و زوايا التصوير و إتقان تصميم الملابس في المسلسل و كيف أنها خرجت على أفضل شكل ممكن بل انه بلا شك أفضل تصميم لملابس الفراعنة و أفراد الجيش لمثل هذه الفترة.

و لا ننسى هنا أن الدراما الإيرانية بكل المحاذير التي تعمل طبقها من عدم إظهار أي شئ من المرأة بخلاف وجهها و يديها استطاعت هذه الدراما أن تخرج لنا هذا المسلسل على أفضل ما يكون و الفنانات اللاتي جسدن شخصيات زليخة ، و أسينات و نفرتيتي بل و باقي العنصر النسائي في المسلسل لم يحتجن إلى أن يلجأن لإظهار أجزاء من أجسادهن ليكونوا أكثر إبداعا أو تميزا أو اتقانا لأدوارهن و لم يحتاج المخرج لإدخال بعض مشاهد الرقص و ما يصاحبها من شرب الخمور ليكون العمل الذي يقدمه أكثر " فنا" و أذكر هنا على وجه الخصوص مشهد زليخة و سيدنا يوسف ، حيث لم يتطلب أن ترقص له و لا أن تتخذ أداء معين في هذا المشهد لكي تراوده عن نفسه و تنتهي هي بأن تراود المشاهدين عن أنفسهم .

يجدر بي الإشارة إلى أنه تم تصوير هذا العمل على مدار أربع سنوات و ساهم في كتابة السيناريو ما يقرب من عشرين شخص بالمقارنة مع كتاب السيناريو للمسلسلات المصرية الذين يرون أن مشاركة غيرهم في الكتابة هو تقليل من شأنهم أو دليل على قصور إبداعهم.

و لا يسعنا إلا أن نذكر دور الدوبلاج و أداء الممثلين اللبنانيين الذين أوصلوا لنا هذا العمل على هذا القدر من الرقي و الإتقان و الإبداع في آن واحد.

هل أحببنا المسلسل بمشاهده و أحداثه الفرعونية ؟ نعم أحببناه و لكن هناك أسئلة أهم :

هل قدم هذا المسلسل قصة سيدنا يوسف كما ينبغي و ذكرها بتفاصيلها كما وردت في القران الكريم ؟

هل استطاع هذا العمل الدرامي أن يقدم الحقبة التاريخية لمصر الفرعونية و ما بها من تقدم في جميع المجالات كما ينبغي ؟

هل رؤية المخرج في تقديم المسلسل من 45 حلقة بهذا التتابع أخرجت العمل بشكل مميز أم رتيب؟

هل استطاع المخرج أن يجمع من الأدوات: من ديكور مصر الفرعونية ، مكياج الممثلين باختلاف المراحل السنية ، زوايا التصوير، تصميم الملابس و غيرها لكي يوظفها بالشكل المطلوب لتخرج قصة النبي على أفضل ما يكون ؟

هل أداء الممثلين الذين جسدا شخصية أنبياء الله يعقوب و يوسف يليق بجلال هاتين الشخصيتين؟

هل الدراما المصرية لديها مثل هذا الإتقان و الإبداع في تصميم مواقع التصوير أم تعتمد في التصوير الخارجي على الأماكن المتاحة فقط و تكتفي بباقي المشاهد داخلي مع مراعاة التعويض عن اختزال الإبداع باختزال الملابس؟

هل خرج المشاهد ببعض الدروس المستفادة من هذا العمل الدرامي ككل ؟ وهل تجسيد الأنبياء في مثل هذه الأعمال يساهم بشكل فعال و مؤثر في إعطاء العظة المطلوبة من قصص الأنبياء؟

أخلص في النهاية إلى ضرورة مراعاة أ/ دندراوي عند تقييم أي عمل درامي إلى التطرق لجميع نواحي العمل بل و تقييم التجربة الإبداعية لمثل هذه الأعمال بدون النظر للاعتبارات الأخرى.