الأحد، 4 يوليو 2010

درجة ثانية مكيفة و الكائنات الصديقة

شاء القدر ان اكون من راكبي القطارات و بالاخص قطار القاهرة/ الاسكندرية ، و حالفنى الحظ ان ان اركبه فى مختلف اوقاته : الساعة السابعة و الربع صباحا و الثامنة و الربع و العاشرة و الحادية عشرة و الواحدة ظهرا و كل هذا من سيدى جابر بالاسكندرية ، و الخامسة مساءا و السابعة و الربع و الثامنة و العاشرة مساءا من رمسيس بالقاهرة .
و لذلك فانا من موقعي هذا اعلن و انا بكامل قواي العقلية انني و بكل فخر قد اختبرت معظم القطارات في معظم اوقات ربنا من و الي القاهرة و الاسكندرية.
و لاننى من ابناء الطبقة المتوسطة الكادحة (و اللى طالع عينيها ) ، مثلى في ذلك مثل اي فرد من شباب هذا الجيل المكافح، شاء القدر ايضا ان اكون من راكبي الدرجة الثانية المكيفة ( كان نفسي و الله اكون من كريمة المجتمع و اركب درجة اولى معلش مرة تانية بقى) و بالمناسبة قطارات مصر/ اسكندرية – هكذا يطلق عليها – تكون بالارقام على التذاكر مثل قطار رقم : 900، 901، 912، 918، و هكذا و لا اعلم معناها و لم يثيرني فضولي للسؤال عنها ، نرجع الى نقطة الدرجة الثانية المكيفة ، و لن اتطرق هنا الى انها دائما ما تحتاج الى ضبط و اقصد هنا المكيفات فهي اما باردة جدا او دافئة جدا اقصى من المحتمل و لكن هذا ليس موضوعي.
و انما موضوعي و الحبكة الدرامية في القصة و التي اريد ان اصل اليها هي وجود كائنات صديقة مسالمة على القطار او بالاحرى تسكن القطار و هي : فئران ، نعم مثلما قرات انها فئران .
فى كل مرة اركب فيها القطار تتعالى اصوات النساء او الفتيات الفافي (طبعا مش انا ) ، لانني دائما بأقف واقفة رجالة في المواقف مثل ذلك و هي ان اكون فوق كرسيي ، ايه عادي يعنى كرسيي و انا حرة فيه ( مع الاعتذار للرجالة ووقفات الرجالة) ذلك لانه من المحال بالنسبة لي ان ابدا في الصراخ من هذا الكائن المسالم و الصديق و اروعه وهو الذي يخرج فقط للاكل و التنزه و يعود مرة أخرى الى مخباه.
و هذا ما يؤكده لنا مفتشين القطارات و المعاونين و انا اعترف ان هذه الكائنات الصديقة تبدو هى الاخرى من الطبقة الكادحة و ذلك ملاحظ بشكل جلي من صغر حجمها و نحافتها و سرعتها فلا تكاد ترى شئ يجري هنا أو هناك يمر بين ارجلك ليجري تحت هذا الكرسي او ذلك الكرسي و يتعالى الصراخ فى هذه العربة المحظوظة لانها مأهولة بالبشر و الكائنات الصديقة على حد سواء .و لا أعرف حقيقة هل هو حظي الذي يجعلني اركب هذه العربة أم أنهم يتكاثرون و يتنقلون من عربة لأخرى.جل ما أخشاه ان نكتشف بعد فترة من الزمن ان هذا الكائن الذي ضنت به محافظتي القاهرة و الاسكندرية معا فذهب يبحث عن مأوى بين عربات القطارات النظيفة( جدا )و المكيفة( جدا) ، نكتشف بعد فوات الاوان انه من الكائنات الغير صديقة (لأ معقولة ) و يتبين انه ضار ( لأ ما تقولوش ) ، و يتكاثر و ينتشر بين جميع قطارات مصر المحروسة فينتشر ويقتل و يستمر و يستمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق