الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

الصحة النفسية 

من التعاريف الشائعة للصحة هي الخلو من أعراض المرض النفسي أو العقلي، ويلقى هذا التعريف قبولا بين المختصين قي مجال الطب النفسي.

ولا شك أن هذا التعريف إذا قمنا بتحليله نجد أنه مفهوم ضيق محدود لأنه يعتمد على حالة السلب أو النفي، كما أنه يقصر معنى الصحة النفسية على خلو الفرد من أعراض المرض العقلي أو النفسي وهذا جانب واحد من جوانب الصحة النفسية، فقد نجد فردا خالياً من أعراض المرض العقلي أو النفسي ولكنه مع ذلك غير ناجح في حياته ، وعلاقاته بغيره.

وكذلك إذا تأملنا في حياة وسلوك الأفراد الذين نعرفهم ونتعامل معهم في كل يوم، والذين لا تصل أعمالهم وتصرفاتهم إلى درجة الاختلال التام الشذوذ والغرابة فيتبين لنا أنهم لا يتساوون جميعا من حيث تفاعلهم بحياتهم ورضاهم من حيث قدراتهم على التوافق بين مختلف أهدافهم واهتماماتهم ونزعاتهم، أو من حيث نجاحهم في إقامة العلاقات الطيبة والتوافق مع الأشخاص المحيطين بهم، ومع مطالب البيئة الاجتماعية والمادية، لو نرى فيمن نعرفهم أفرادا يغلب الرضا والسعادة على حياتهم وآخرون يغلب الضيق والتعاسة.

يتبين من ما تقدم ان الصحة النفسية ليست مجرد الخلو من المرض ، لاننا نلاحظ أن مجرد الخلو من المرض لا يحتم قدرة الفرد على مواجهة الأزمات العادية ولا يتبعه الشعور الايجابي بالسعادة.

وعليه يعتبر تعريف الصحة النفسية بالنظر إلى الأعراض النفسية والعقلية فقط من التعاريف السلبية للصحة النفسية .

في حين هناك تعريفات ايجابية للصحة النفسية:

  • الصحة النفسية بأنها حالة من الأداء الناجح للوظائف الذهنية مما يؤدي إلى أنشطة إنتاجية وتحقيق علاقات مع الأشخاص الآخرين والقدرة على التكيف مع التغيرات ومواجهة الشدائد فالصحة النفسية أمر لا غنى عنه لتحقيق الرفاهية الذاتية والأسرية وحتى المساهمة في المجتمع المحلي"

ترى زينب عبد الرازق غريب وآخرون أن: " الصحة النفسية حالة دائمة نسبيا يكون فيها الفرد متوافقا نفسيا، شخصيا، وانفعاليا واجتماعيا أي مع نفسه أو مع بيئته، ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين ويكون قادرا على تحقيق ذاته، واستغلال قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن، ويكون مواجهة مطالب الحياة وتكون شخصيته متكاملة سوية، وسلوكه عاديا ويكون حسن الخلق بحيث يعيش في سلام ".

-  من خلال ما سبق نستنتج أن الصحة النفسية هي حالة نسبية مرتبة بمستوى فعالية الفرد داخل المجتمع، فقدرة وفعالية الفرد على تجاوز المواقف يبين سلامة الصحة لنفسية وقدرته على الخروج من الموقف الإحباطي.

أن رضا الفرد عن نفسه وان يتقبل ذاته كما يتقبل الآخرين ، فلا يبدو منه ما يدل على عدم التوافق الاجتماعي، كما لا يسلك سلوكا اجتماعيا شاذا ، بل يسلك سلوكا معتمدلا يدل على اتزانه الانفعالي والعاطفي والعقلي في ظل مختلف المجالات وتحت تأثير جميع الظروف.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق